تفاصيل الخبر
البنك الدولي : أداء الموانئ يتفاوت في جميع أنحاء العالم في ظل استمرار الصدمات
9/23/2025 10:25:25 AM
تراجع الأداء بشكل عام لكن بعض موانئ البلدان النامية حققت تحسناً بين عامي 2020
أشار العدد الجديد من تقرير مؤشر أداء موانئ الحاويات الذي صدر إلى تراجع أداء الموانئ في جميع أنحاء العالم بين عامي 2020 و2024 لعدة أسباب منها أزمة الشحن عبر البحر الأحمر، والتحديات التي تواجهها قناة بنما، فضلاً عن تداعيات الصدمات الناجمة عن جائحة كورونا، كما أشار إلى تفاوت المكاسب في الكفاءة من منطقة لأخرى وحسب مستوى دخل البلدان.
ويكشف التقرير عن تحقيق موانئ شرق آسيا تحسناً كبيراً تصدرت به التصنيف العالمي لعام 2024. كما سجلت موانئ جنوب آسيا انتعاشاً ملحوظاً خلال العام الماضي، في حين أظهرت موانئ أمريكا الشمالية وأوروبا قدرتها على الصمود من خلال الحفاظ على درجاتٍ قريبة من مستويات عام 2023.
ولم تكن أكبر موانئ العالم في البلدان مرتفعة الدخل هي الوحيدة التي شهدت تحسينات، فقد حققت العديد من موانئ البلدان النامية تقدماً ملحوظاً في درجاتها وتصنيفاتها خلال الفترة بين عامي 2020 و2024، ومن بينها داكار (السنغال)، وجواهر لال نهرو (الهند)، ومرسين (تركيا)، وبورسعيد (مصر)، وبوسورجا (إكوادور).
ويُرجع التقرير هذه التحسينات إلى قوة الالتزام السياسي، وعقد الشراكات مع مشغلي المحطات العالميين، وتبسيط الإجراءات التجارية، وفي بعض الحالات إلى الاستثمارات الموجهة من المؤسسات المالية.
وتعليقاً على ذلك، قال نيكولا بلتييه-تيبيرغ، المدير العالمي لقطاع النقل بالبنك الدولي: "حتى في خضم الصدمات المتعددة، تجد موانئ البلدان النامية سبلاً للتكيف والتحسين وتعظيم القيمة... إنه تذكير بأن هذه الموانئ يمكنها أن تقطع شوطاً كبيراً نحو رفع مستوى كفاءتها عن طريق تحسين خطط تشغيلها واعتماد التكنولوجيا والتعاون عبر السلاسل اللوجستية."
وهذا التقرير السنوي، وهو في نسخته الخامسة، والذي يتم إعداده بشكل مشترك بين البنك الدولي ووحدة معلومات الأسواق العالمية بمؤسسة ستاندرد آند بورز، يسلط الضوء على الاتجاهات الناشئة في كفاءة موانئ الحاويات بين عامي 2020 و2024.
ويقدم هذا الإصدار من مؤشر أداء موانئ الحاويات معياراً عالمياً شاملاً يتناول أداء 403 من موانئ الحاويات على مستوى العالم، مستنداً إلى مجموعة بيانات متكاملة تشمل أكثر من 175 ألف عملية وصول وتحميل وتفريغ للسفن في الموانئ و247 مليون عملية نقل للحاويات. ويركز المؤشر على إجمالي الوقت الذي تقضيه السفينة في الميناء بوصفه مؤشراً رئيسياً لكفاءة التشغيل، وهو عامل أساسي لفهم قدرة التجارة العالمية على الصمود ومدى موثوقيتها. ويتميز مؤشر هذا العام بإدخال تحليل للاتجاهات على مدى سنوات عدة لأول مرة، مما يتيح فهماً أعمق لتطور أداء الموانئ خلال السنوات الخمس الماضية. ويقدم هذا التطور رؤى قيّمة حول ما إذا كانت الموانئ قد تحسنت أو تراجعت أو ظلت مستقرة في مقاييس أدائها.
ويشير التقرير إلى أن اعتماد عمليات تشغيل أوناش الرفع على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل للأوناش والمنصات الرقمية التي تربط بين الشركاء في الجمارك والخدمات اللوجستية، يمكن أن يحقق مكاسب ملموسة في التنافسية والقدرة على الصمود. من جانبه قال تورلوش موني، رئيس وحدة معلومات وتحليلات الموانئ بمؤسسة ستاندرد آند بورز العالمية: "يُعد مؤشر أداء موانئ الحاويات أداةً تشخيصية تُمَكِّن أصحاب المصلحة من تحديد أوجه القصور الهيكلية ووضع إستراتيجيات لتحسين عمليات الموانئ... وفي ظل بيئة شحن عالمية متزايدة التعقيد، يُعد فهم أداء الموانئ وتحسينه أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية.